والعنوان الآخر الصدق {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} الصدق مع الله سبحانه وتعالى, قرنوا القول بالفعل، أثبتوا مصداقيتهم مع الله أنهم له جنود مخلصون، جنود صابرون، وما قبل الشهادة مرحلة طويلة، مرحلة من الكفاح، من القتال، من المرابطة، من الصبر، من التحمل، لكل البيئة القتالية بكل ما فيها، من حرارة شمس، أو شدة برد، أو وعثاء المناخ ما يكون من تراب وغبار، ثم الضراء والبأساء، والبأس المواجهة لكل المتاعب في ميدان القتال وبروحية عالية، روحية ملؤها الإيمان، روحية إيمانية تجعلهم يتحركون بكل ثبات، بكل همة، بكل رغبة، وهم مشتاقون إلى الله ومتطلعون دائماً إلى ما عند الله سبحانه وتعالى.
وعندما نتحدث عن شهدائنا الأبرار - أيها الإخوة الأعزاء - نتحدث عن أساس موقفهم، فما يمتازون به هو: عدالة القضية ومشروعية الموقف، وقداسة النية والمقصد، وقداسة الهدف، وعظمة القيم والأخلاق، وسلامة واستقامة الممارسة والسلوك.
اقراء المزيد